2025-07-07 09:15:55
مارسيلو اليندي، الرئيس التشيلي الذي حكم من عام 1970 حتى عام 1973، يظل أحد أكثر الشخصيات إلهاماً في تاريخ أمريكا اللاتينية. كرّس حياته للنضال من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وسياساته التقدمية أحدثت تغييرات جذرية في تشيلي قبل أن تنهيها انقلاب عسكري دموي.
مسيرة سياسية حافلة
وُلد اليندي في 26 يونيو 1908 في فالبارايسو، وتخرج طبيباً قبل أن ينخرط في العمل السياسي. انضم إلى الحزب الاشتراكي التشيلي وأصبح ناشطاً بارزاً في الدفاع عن حقوق العمال والفقراء. ترشح للرئاسة أربع مرات قبل أن يفوز أخيراً في انتخابات 1970، ليصبح أول رئيس ماركسي يُنتخب ديمقراطياً في العالم.
إصلاحات اقتصادية واجتماعية جريئة
خلال فترة حكمه القصيرة، قام اليندي بتنفيذ سلسلة من الإصلاحات الجذرية مثل:
- تأميم صناعة النحاس، المصدر الرئيسي للثروة في تشيلي، لصالح الشعب.
- إصلاح زراعي لتوزيع الأراضي على الفلاحين الفقراء.
- تحسين الخدمات الصحية والتعليمية لفئات المجتمع المهمشة.
لكن هذه السياسات أثارت غضب النخب المحلية والولايات المتحدة، التي رأت فيها تهديداً لمصالحها الاقتصادية.
نهاية مأساوية وإرث خالد
في 11 سبتمبر 1973، قام الجنرال أوغستو بينوشيه بانقلاب عسكري بدعم من وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA). تعرض قصر الرئاسة للقصف، واختار اليندي الموت دفاعاً عن الشرعية الديمقراطية بدلاً من الاستسلام.
اليوم، يُذكر مارسيلو اليندي كرمز للنضال ضد الاستبداد وللدفاع عن حقوق الشعوب. قصته تذكير بأن الديمقراطية والعدالة لا تتحققان بسهولة، بل تحتاجان إلى تضحيات جسام.
دروس مستفادة من حياة اليندي
- القوة السلمية للتغيير – أثبت أن الإصلاح ممكن عبر صناديق الاقتراع.
- التحدي أمام الهيمنة الخارجية – كشف كيف تقاوم الدول الصغيرة التدخل الأجنبي.
- التضحية من أجل المبادئ – فضّل الموت على خيانة قناعاته.
بعد نصف قرن على رحيله، لا يزال إرث مارسيلو اليندي حياً في نضالات الشعوب من أجل الحرية والكرامة.
